السؤال: ما هو القضاء والقدر.. وما حكم الإيمان بهما؟!
** يجيب الشيخ إسماعيل نصار وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة: القضاء لغة الخلق والأمر والحكم.. قال تعالي: "فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحي في كل سماء أمرها" سورة فُصِّلت آية: 12 وعرفا أو اصطلاحاً: هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل أي: وجود الأشياء في أم الكتاب مجملة.
والقدر لغة: التقدير: وهو جعل كل شيء بمقدار يناسبه بلا تفاوت.
وعرفاً: جزئيات حكم القضاء وتفاصيله التي تقع فيما لا يزال "أي زمن وجو الحوادث.. قال تعالي: "وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم" سورة الحجر آية:.21
ومعناه أن الله تعالي قدر الأشياء في القدم وعلم انها ستقع في أوقات معلومة عنده وعلي صفات مخصوصة فهي تقع علي حسب ما قدرها سبحانه وهو بهذا المعني يعم القضاء بالمعني السابق.
ومعني القضاء والقدر: الإخبار عن تقدم علم الله تعالي بما يكون من اكتسابات العبد وصدورها عن تقدير من الله تعالي وخلقه لها خيرها وشرها.
والقدر: "اسم لما صار مقدراً عن فعل القادر" الدين الخالص للإمام الشيخ محمود خطاب السبكي.
والقضاء: يكون بمعني الأمر لقوله تعالي: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه" سورة الإسراء آية: .23
ويكون بمعني الخلق لقوله تعالي: "فاقض ما أنت قاض" سورة طه آية: 72 ويكون بمعني الفراغ لقوله تعالي: "قضي الأمر الذي فيه تستفتيان" سورة يوسف آية:.41
ويكون بمعني الإرادة لقوله تعالي: "إذا قضي أمراً فإنما يقول له كن فيكون" سورة آل عمران آية:.47
ويكون بمعني العهد كقوله تعالي: "وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلي موسي الأمر" سورة القصص آية:44 تفسير القرطبي.
ويجب الإيمان والرضا بالقضاء والقدر لقوله تعالي: "وخلق كل شيء فقدره تقديراً" سورة الفرقان آية:.2
وقوله تعالي: "إنا كل شيء خلقناه بقدر" سورة القمر آية: .49
وعلي ضوء ما سبق يتضح لنا إن القضاء أخص من القدر بمعني أن دائرة القدر أشمل وأعم» فالقدر تدبير والقضاء حكم.
القدر تصميم والقضاء تنفيذ.
فالكل صادر عن الله ومعلوم له وكل ذلك بقضاء الله وقدره.
والقضاء هو أمر الله المتعلق بالكل علي النظام الأكمل الذي يكون في الوجود ومن هنا يتضح لنا الفرق بين القضاء والقدر.